يعيش العالم لحظات فارقة بسبب تنامي النزاعات بين قوي عظمي ، فهناك ازمة أوكرانيا التي تلقي بظلالها إقليميا وعالميا، وهي في الحقيقة صراع إرادة بين واشنطن وموسكو، وانعكس هذا الصراع علي العلاقاتالعدائيةالمتزايدةبينالولاياتالمتحدةوالصين وما يحدث من استفزازات سياسية على غرار زيارة نانسي بيلوسي رئيسة الكونجرس الى تايوان، وعسكرية مثل مرور سفن حربية أمريكيةفي بحر الصين، جعلت الجميع في وضع تأهب قصوي دون وجود سقف بما ينذر بحصولكارثةعالمية لا يعلم مداها الا الله.
وببساطة فان الازمة الام (أوكرانيا) التي تولدت منها تلك التداعيات تخضع لعدة نتائج حاسمة تتلخص في انه ..إذاتوقفت الحرب في أوكرانيا الان، فانروسياسيكون تحت سيطرتها اكثر من 20% منالأراضي الأوكرانيةومعظمدونباس،المنطقةالصناعيةوالزراعيةالرئيسية،وقطاعاًمنالأراضيعلىطولالبحرالأسود. وسيكونهذا انتصاراً كبيرا للرئىس فلاديمير بوتين، كافيا أيضا للتأكيد علي ان حلف الناتو مجرد وهم أوروبي، وتلك مآساة اخري. الثانيه هي ان أي محاولة غربية لكسر هيبة روسيا عسكريا سيفتح الباب تلقائيا لحرب نووية، بالتالي لن يتبقي سوي النتيجة الوحيدة والمقبولة .. ويبقي المخرج الثالث ويتمثل في إعادة النظر في الحدود الجغرافية لاوكرانيا!
الوضعالجيوسياسيعلىالصعيدالعالميسيخضعلتغييراتكبيرةبعدانتهاءحربأوكرانيا. وواشنطن تري انه ليسمنالطبيعيأنيكونللصينوروسيامصالحمتطابقةبشأنجميعالمشكلاتالمتوقعة. ومن المؤكد انه سيتعينعلىروسياإعادةتقييمعلاقتهابأوروباعلىأقلتقديروموقفهاالعامتجاهالناتو. وليسمنالحكمةاتخاذموقفعدائيتجاهخصمينبطريقةتجمعهمامعاً.
بالعودة الي أصول النزاعات ،فان الجغرافياالسياسيةتتطلّبالآنمرونة كالتي تمتعبهاالرئيسالأميركيريتشاردنيكسون، في منتصف ستينيات القرن الماضيمنأجلالمساهمةفينزعفتيل الازماتبينالولاياتالمتحدةوالصين،وكذلكبينروسياوسائردولأوروبا.
من الضروري علي واشنطنالوصولإلىتفاهممعبكينحولنظامعالميجديدلضمانالاستقرار،أوالمخاطرةبنزاع "كارثي" يواجهالعالمخلالهفترةخطيرةتشبهتلكالتيسبقتالحربالعالميةالأولى. ويجبعلىواشنطنأنتتذكرأنالمشكلاتالدوليةليسلهاحلولنهائية،وأنكلحلّظاهريفتحالبابلمجموعةأخرىمنالمشاكل".
الصراعبينالدولالتيتمتلكتكنولوجياتسلحعالية،يمكنأنيبدأمندوناتفاقعلىنوعمنضبطالنفس لايمكنأنينتهيهذاالصراعبشكلجيد.كما إنالمنافسةاللانهائيةبينأكبراقتصادينفيالعالمتخاطربتصعيدغيرمتوقعوصراعلاحق،وهووضعأصبحأكثرخطورةبسببالذكاءالاصطناعيوالأسلحةالمستقبلية.
صحيح ان بكينليستعازمةحاليا علىتحقيقالهيمنةعلىالعالم،لكنهاستحاول مستقبلاتطويرقدراتها للوصول لهذا الهدف لانه فعليا لا يوجد ما يحجم طموحها المشروع.
الصعود المستمرللصينهو فعليا تحدىللهيمنةالأميركية التي تشهد انكماشا سواء بسبب سياستها الخارجية او بسبب تغيير التوجهات السياسية لدي بعض التكتلات الإقليمية، مثل ما يحدث في أوروبا او الشرق الأوسط. كما ان الاقتصادالصينيفيطريقهللتغلبعلى نظيرهالأميركيخلالالعقودالمقبلة،مدعومابالاستثمارالعسكريوالأسلحةالنوويةوالتقدمالتكنولوجيللصين الامر الذي وضعهابثباتعلىطريقالقوةالعظمى.
أنالتآكلالسريعفيالعلاقاتبينواشنطنوبكين،يعنيأنهمايتجهاننحوحربباردةجديدة،لكنها لن تظل باردة الي مالانهاية ، فلا يوجد أي اتفاق علىأنهمالنيلجآإلىنزاععسكري، هذا اذا اخذنا في الاعتبار الخطوات الاستفزازية التي تقوم بها واشنطن ، ناهيك عن التحالف الذي قادته إدارة بايدن في جنوب شرق اسيا،منأجلمواجهةبكين،هوأمرغيرحكيم،خاصة اذا كان المستهدف دولة بحجم الصين التي تمتلك كل مقومات الدولة المتكاملة تقريبا.
في المقابل فأنأوروباستجدنفسهاعلىنحومتزايدعالقةفيصراعبينالولاياتالمتحدةوأوراسيا،والسؤالالمطروحعلىالأوروبيينالآنهوهلسيحاولونأداءدورمستقلعلي اقل تقدير بعيدا عن الهيمنة الامريكية؟